(وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ) أي والسابقون الذين يتقدمون غيرهم إلى الطاعات ـ هم
الذين اشتهرت أحوالهم ، وعرفت فخامة أمورهم ، وقد يكون المعنى والسابقون إلى طاعة
الله تعالى هم السابقون إلى رحمته سبحانه ، فمن سبق فى هذه الدنيا إلى فعل الخير
كان فى الآخرة من السابقين إلى دار الكرامة ، فالجزاء من جنس العمل وكما تدين
تدان.
وعن عائشة رضى
الله عنها أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : «أتدرون من السابقون إلى ظل
الله يوم القيامة؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : الذين إذا أعطوا الحق قبلوه ،
وإذا سئلوه بذلوه ، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم» أخرجه أحمد.
(أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ. فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) أي أولئك المتصفون بذلك الوصف الجليل (السبق) هم الذين
نالوا حظوة عند ربهم ، وهم فى جنات النعيم ، يتمتعون فيها بما لا عين رأت ، ولا
أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.